في جو مفعم بالحيوية والنشاط، ممتلىء بروح الشباب، نظم حزب الاتحاد الوطني الأردني، مساء الاثنين، لقاءًا “استقطابيًا” مع مجموعة من الشباب في مقره العام بعمان، بحضور الأمين العام للحزب الدكتور محمد رامي شاهين، والنائب الثاني لرئيس الحزب الكابتن زهير الخشمان، وعدد آخر من قيادات وكوادر الحزب.

وقال شاهين إن أبرز ما يميز حزب الاتحاد الوطني الأردني “روح الشباب”، وهذا استجابة مؤكدة لرغبات قائد الوطن الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمير الحسين بن عبد الله.

وأضاف: إنتم تجلسون اليوم مع كوادر متقدمة من الحزب، انظروا إليهم إنهم جميعًا من الشباب، فأنا الأمين العام للحزب، على سبيل المثال لا الحصر، مثلكم شابًا، بدأت حياتي، مثل كل الشباب، أبحث عن ذاتي، أحاول رسم مستقبلي، صحيح أن التحديات كانت كبيرة، لكني بالإرادة الصُلبة تمكنت من وضع أقدامي على الطريق الصحيحة.

وأكد الأمين العام لحزب الاتحاد الوطني الأردني د. محمد رامي شاهين بأن الشباب هم رواد التغيير، الذي ننشده، التغيير نحو مستقبل مشرق للأردن، وهذا، بالتأكيد، يحتاج اتخاذ قرارات حاسمة، ويتطلب العمل معًا، فالعمل الفردي، وإن نجح في بعض الأحيان، إلا أنه، قطعًا، محكوم بنهايات غير إيجابية. لذا فإننا جميعًا مدعوون اليوم للعمل معًا، والعمل الحزبي، كما يؤكد جلالة الملك دائمًا، وكما تنص مواد القوانين ذات الصلة، هو الدرب القويم للتقدم بالدولة الأردنية والمجتمع الأردني على حدٍ سواء نحو آفاق المستقبل الواعد.

واستعرض شاهين أمام الشباب الضيوف مبادىء الحزب ومنطلقاته الفكرية العامة، وقال إن الحزب يعتمد بشكل رئيسي على ثلاثة مرتكزات أساسية، تتفرع منها مرتكزات أخرى، وتتمثل في الصحة، التي تشكل أحد أهم تحديات المجتمعات. مشيرًا إلى أن الحزب وضع تصورات خاصة بهذا الحقل مستندة إلى الذكاء الصناعي. وكذا الحال بالنسبة للمرتكز الثاني، وهو التعليم، منوهًا أن الحزب يمتلك اليوم منصة تدريبية تعليمية. وهو ما يواكب، حتمًا، روح العصر، ومتطلبات الدخول إلى العصر الرقمي. وثالث المرتكزات “البحث عن الفرص”، وهو مرتكز متصل بشكل عضوي بالتحديات الجسام التي يواجهها الشباب اليوم، وتستنفذ جل وقتهم وتفكيرهم.

من جانبه؛ أكد النائب الثاني لرئيس الحزب الكابتن زهير الخشمان إن الشباب يمتلكون قدرات هائلة، قادرين بها تحقيق الأهداف التي يضعونها لأنفسهم. ولأن حزب الاتحاد الوطني الأردني، بتوجهاته الوطنية، مسكون بهموم الشباب ومستقبلهم، فإنه وضع برامج متخصصة موجهة للشباب. وأشار إلى أن الأحزاب هي التي ستقود المرحلة المقبلة، والشباب هم الأقددر على العمل الحزبي، لذا المستقبل معقود بنواصي الشباب.

وقالت النائب الأول للحزب د. ريما العمري إن السمة العامة للعمل الحزبي في الأردن تتمثل بوجود قامات ونخب سياسية ذات تجارب حزبية وسياسية عريقة، وهذا مطلوب. فمن دون خبراء وحكماء لا يمكن للمشهد الحزبي أن يكتمل، غير أن الشباب هم القادرون على التغيير، وهم الذين يمتلكون الحيوية المطلوبة للنجاح في تحقيق الأهداف، ناهيك عن القدرة على اجتراح الآليات الخلاقة للتعاطي مع المتغيرات المختلفة من “خارج الصندوق”.

وتناول عدد من قيادات وكوادر الحزب تجاربهم الشخصية، وقصص نجاحهم. واستفاضوا بتقديم تفاصيل رحلات بحثهم عن الحقيقة، وكيف تمكنوا من تلمس طريقهم نحو المستقبل معًا في إطار العمل الحزبي. وأكدوا أنهم يشعرون بأنهم يمتلكون اليوم رؤية واضحة للمستقبل، وهو ما يبحث عنه معظم الشباب.

من جانبهم؛ تحدث الشباب الضيوف عن تجاربهم الشخصية، وتساءلوا عن جدوى العمل الحزبي، بخاصة في الجامعات، ولا سيما أن الشائع عن العمل الحزبي، بسبب التراكمات السابقة، لا يشي بأن الطريق ممهدة أمامهم للانضمام إلى الأحزاب، والعمل في إطارها.

وجرى حوار مستفيض حول هذه المسألة، وأكد الأمين العام للحزب أن جلالة الملك هو من يقود التحول إلى العمل الحزبي الجاد، وأن الدولة الأردنية تمتلك الإرادة الكاملة لهذا التحول وجادة لتحقيق ذلك، وأن القوانين هي التي تحمي العمل الحزبي، وأنه آن الأوان للتخلص من رواسب الماضي، والانطلاق نحو حياة حزبية وطنية ناجزة.