ملتقى الرؤى والأفكار: حزب الاتحاد الوطني وجمعية ملتقى الأردن الثقافي يتحاوران لصياغة مستقبل مشرق للأردن”

في تجمع هام يجسد التلاقي بين العمق الثقافي والرؤية السياسية، استضاف حزب الاتحاد الوطني الأردني، الذي يُعد من الأحزاب الرائدة في الأردن، جمعية ملتقى الأردن الثقافي في فعالية مميزة. هذا اللقاء، الذي يعد نموذجاً للحوار الفكري والسياسي، ركز على الأوضاع السياسية في غزة والمواقف والتوجهات الأردنية تجاهها، مما يعكس الدور الهام والمركزي للأردن في الشرق الأوسط.

شهد الاجتماع حضور العديد من الشخصيات الثقافية والسياسية البارزة، ومن ضمنهم الكابتن محمد الخشمان، رئيس المجلس المركزي للحزب، الذي ألقى الضوء على مسيرة حزب الاتحاد الوطني منذ تأسيسه في عام 1972. تحدث الخشمان عن التحديات والإنجازات التي مر بها الحزب، مؤكداً على دوره في تعزيز السياسة الأردنية وتطوير الحوار الوطني حول قضايا السياسة الخارجية والداخلية.

خلال الاجتماع، أخذ الأمين العام لحزب الاتحاد الوطني، الدكتور رامي شاهين، دوراً بارزاً في إثراء النقاش، حيث ركز بشكل خاص على دور الحزب في دعم وتنمية الشباب. شدد الدكتور شاهين على أن الشباب هم القوة الدافعة وراء التغيير الإيجابي والابتكار، وأن الحزب يسعى جاهداً لإنشاء برامج ومبادرات تعزز مشاركتهم الفعالة في المجتمع. تطرق أيضاً إلى أهمية الاستفادة من التكنولوجيا كأداة لتحقيق التنمية، مؤكداً على ضرورة تبني أحدث التقنيات في مختلف المجالات من التعليم إلى الصناعة.

في الجانب السياسي، أكد الحزب على أهمية تعزيز الشفافية الحكومية، وتشجيع المشاركة السياسية الواسعة، مع التركيز على تحسين العلاقات الدولية والإقليمية. تم التطرق إلى الأوضاع في غزة، حيث تم مناقشة التحديات الإنسانية والسياسية الراهنة، مع التأكيد على دور الأردن كداعم للحقوق الفلسطينية ووسيط في عملية السلام.

اقتصادياً، يسعى الحزب إلى تنشيط الاقتصاد الوطني من خلال تبني استراتيجيات تدعم الابتكار والاستثمار، خاصة في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة. يركز الحزب على إنشاء بيئة مواتية لنمو الأعمال وتحفيز ريادة الأعمال، ويعمل على تطوير برامج لمكافحة البطالة والفقر.

في قطاع التعليم، يضع الحزب ضمن أولوياته تحسين نوعية التعليم وتطوير البحث العلمي. يسعى إلى تحديث المناهج وتعزيز التعليم المهني والتقني لتلبية احتياجات سوق العمل، ويؤكد على أهمية توفير فرص التعليم العادلة لجميع المواطنين.

يُعد هذا اللقاء دليلاً على التزام حزب الاتحاد الوطني الأردني بتعزيز الحوار السياسي والثقافي كوسيلة للتفاهم والتقدم في المملكة. تم خلال الاجتماع التأكيد على أهمية مواصلة هذه النقاشات لتعزيز التواصل بين مختلف الأطراف السياسية والثقافية في الأردن. أكد المتحدثون على أن هذه اللقاءات تسهم في تحديد الرؤى والاستراتيجيات المستقبلية للبلاد، وتلعب دوراً مهماً في توجيه السياسات العامة نحو تحقيق الاستقرار والنمو.

كانت المناقشات غنية ومتنوعة، مع تقديم رؤى مختلفة حول كيفية تعزيز دور الأردن في الساحة الدولية وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية داخل البلاد. تم التركيز أيضاً على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي الأردني وتعزيز الهوية الوطنية في سياق التحديات الإقليمية والعالمية.

في ختام اللقاء، أعرب المشاركون عن تفاؤلهم بمستقبل الأردن، مؤكدين على ضرورة العمل المشترك والتعاون بين جميع الأطياف السياسية والثقافية لتحقيق الأهداف الوطنية. شددوا على أن الأردن، بتاريخه الغني وموقعه الاستراتيجي، يمتلك القدرة على أن يكون نموذجاً للتقدم والاستقرار في المنطقة.

يُظهر هذا اللقاء بوضوح التزام حزب الاتحاد الوطني الأردني وجمعية ملتقى الأردن الثقافي بتعميق الفهم والتعاون المتبادل، ويسلط الضوء على الدور الفعال الذي يمكن أن يلعبه الحوار الثقافي والسياسي في رسم ملامح مستقبل الأردن.